المشاركات الجديدة

قصة الحصان المغرور

قصة الحصان المغرور

كان هناك حصان جميل وسريع يدعى ريحان، وكان يفتخر بجماله وسرعته وقوته. كان يحب أن يتباهى بنفسه أمام الحيوانات الأخرى في المزرعة، ويستهزئ بهم لأنهم أقل منه.



 كان يقول للبقرة: “أنت بطيئة وثقيلة ولا تستطيعين الركض مثلي”. ويقول للخروف: “أنت ضعيف وخائف ولا تستطيعين القفز مثلي”. ويقول للدجاجة: “أنت صغيرة وضعيفة ولا تستطيعين الطيران مثلي”. وكانت الحيوانات تكرهه وتتمنى أن يتوقف عن التكبر والتعالي.


في يوم من الأيام، جاء إلى المزرعة حصان آخر يدعى سمير، وكان أجمل وأسرع وأقوى من ريحان. ولم يكن سمير مغروراً، بل كان ودوداً ومتواضعاً ويحترم الحيوانات الأخرى. وأحبته الحيوانات وأصبحوا أصدقاء له. ولكن ريحان شعر بالغيرة والحسد من سمير، وقرر أن يتحداه في سباق ليثبت أنه الأفضل.

فذهب ريحان إلى سمير وقال له: “أنت حصان جديد هنا، ولا تعرف أنني أنا الحصان الأول في المزرعة. أنا أجمل وأسرع وأقوى منك، وأستطيع أن أهزمك في أي سباق. هل تجرؤ على مواجهتي؟” فأجابه سمير بصوت هادئ: “أنا لا أبحث عن المشاكل، ولا أهتم بالمنافسة. أنا أحب السلام والصداقة، وأحترمك كحصان آخر. لكن إذا كنت تريد أن تسبقني، فلنسبق. لا أخشى من التحدي”.

فوافق ريحان على السباق، وحددا المسار والوقت والجائزة. وكان المسار يمتد من بوابة المزرعة إلى نهر قريب، والوقت كان في الصباح الباكر، والجائزة كانت حفنة من الشعير اللذيذ. وسمعت الحيوانات الأخرى عن السباق، وتجمعوا لمشاهدته وتشجيع سمير. ولم يكن لريحان أي مؤيد، فكان وحيداً ومتكبراً.

جاء اليوم المحدد، ووقف الحصانان على خط البداية، وأعطى الديك إشارة الانطلاق. وانطلق الحصانان بسرعة فائقة، وكانا يتنافسان على المقدمة. وكان ريحان يحاول أن يتقدم على سمير، ويقول له: “أنت لا تستطيع مجاراتي، فأنا الحصان الأسرع في العالم. أنت لا تستحق الشعير، فأنت حصان ضعيف وبطيء”. ولكن سمير لم يرد عليه، بل كان يركز على السباق، ويقول لنفسه: “أنا لا أسبق للفوز، بل للمتعة. أنا لا أهتم بالشعير، بل بالمشاركة. أنا لا أخاف من الحصان المغرور، بل أشفق عليه”.

واستمر السباق، وكانا يقتربان من النهر. وفي اللحظة الأخيرة، قام سمير بمجهود كبير، وتقدم على ريحان بشبر واحد، ووصل إلى خط النهاية أولاً. وصفقت الحيوانات لسمير، وهتفوا له: “سمير، سمير، أنت الحصان الأفضل”. وأخذ سمير الشعير، وشكرهم على تشجيعهم، وقال لهم: “أنتم أصدقائي الحقيقيون، وأنا سعيد بوجودكم معي”. وتقاسم سمير الشعير مع الحيوانات الأخرى، وكانوا يأكلون ويضحكون ويتحدثون معاً.

أما ريحان، فكان خائباً ومحبطاً، ولم يستطع أن يصدق أنه خسر السباق. وقال لنفسه: “كيف حدث هذا؟ أنا الحصان الأجمل والأسرع والأقوى، ولكني لم أستطع أن أهزم الحصان الجديد. هل هو أفضل مني؟ هل أنا لست الأفضل؟” ونظر إلى الحيوانات الأخرى، ورأى أنهم يحبون سمير، ويكرهونه. وقال لنفسه: “لماذا يحبونه؟ هل هو بسبب شخصيته؟ هل أنا لست لطيفاً؟” وشعر بالوحدة والحزن، وأدرك أنه أخطأ في تصرفاته. وقال لنفسه: “أنا أسف، أنا أسف، أنا أسف”.

وهكذا انتهت القصة، وتعلمنا منها أن الغرور والتكبر لا يجلبان السعادة والنجاح، بل الوحدة والفشل. وأن الود والتواضع يجلبان الحب والاحترام، والمتعة والفوز. وأن الحصان الجميل ليس بالشكل، بل بالأخلاق. وأن الحصان السريع ليس بالسبق، بل بالمشاركة. وأن الحصان القوي ليس بالقوة، بل بالشجاعة

ليست هناك تعليقات