المشاركات الجديدة

قصة الملك والوزير الحكيم

 قصة الملك والوزير الحكيم

كان هناك ملك عادل وحكيم يحكم مملكة كبيرة وغنية. كان لديه وزير مخلص وذكي يساعده في إدارة شؤون الدولة. كان الملك والوزير يحبان بعضهما البعض كأب وابن، وكانا يثقان في بعضهما البعض تمامًا. كان الملك يستشير الوزير في كل قرار يتخذه، وكان الوزير ينفذ أوامر الملك بإخلاص وكفاءة.

قصة الملك والوزير الحكيم كان هناك ملك عادل وحكيم يحكم مملكة كبيرة وغنية. كان لديه وزير مخلص وذكي يساعده في إدارة شؤون الدولة. كان الملك والوزير يحبان بعضهما البعض كأب وابن، وكانا يثقان في بعضهما البعض تمامًا. كان الملك يستشير الوزير في كل قرار يتخذه، وكان الوزير ينفذ أوامر الملك بإخلاص وكفاءة.


في يوم من الأيام، حدثت مصيبة في المملكة. اندلعت حرب مع مملكة مجاورة، وهاجم العدو الحدود بقوة. كان الملك مضطرًا للدفاع عن أرضه وشعبه، فأعلن النفير العام وجمع جيشه. ولكن قبل أن يخرج للقتال، أوصى الوزير بالحكم بالنيابة عنه، وأعطاه خاتمه الخاص الذي يحمل شعار المملكة. وقال له: “يا وزيري العزيز، أنت أقرب الناس إلي، وأثق بك أكثر من نفسي. أنا ذاهب للحرب، ولا أدري ماذا سيحدث لي. فإن بقيت حيًا، فسأعود إليك بالنصر، وإن مت، فأنت خليفتي ووريثي. احفظ هذا الخاتم، فهو رمز لسلطتك وولايتك. واحكم بعدل ورحمة، ولا تنسى شريعة الله وسنة رسوله. والله الموفق والمستعان”.

ودع الملك الوزير بعين دامعة، وخرج مع جيشه إلى ساحة المعركة. وبقي الوزير في القصر، وتولى الأمور بحكمة وبراعة. وكان يصلي لله أن ينصر الملك ويعيده سالمًا.

استمرت الحرب لعدة أشهر، وكانت محتدمة ومريرة. وفي أحد الأيام، وصلت إلى القصر نبأ صادمة. قيل إن الملك قد قتل في المعركة، وأن العدو قد هزم جيشه وأسر بقية جنوده. وانتشر الحزن والرعب في المملكة، وخاف الناس من مصيرهم. ولكن الوزير لم يفقد هدوئه وثباته. بل أخذ الخاتم الذي أعطاه إياه الملك، وارتداه في إصبعه. ثم خرج إلى الناس، وألقى خطبة عظيمة. وقال لهم: “يا أيها الناس، إن الله تعالى قال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 155-157]. وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له) [رواه مسلم]. فاصبروا واحتسبوا، ولا تيأسوا من رحمة الله. فإن الله مع الصابرين، وينصر المؤمنين، ويخزي الكافرين. واعلموا أن الملك العادل قد قدم نفسه فداء لكم، وقد أوصاني بالحكم بالنيابة عنه، وأعطاني خاتمه الذي ترونه في يدي. فأنا الآن ملككم وسلطانكم، وأنتم رعيتي وموالي. وأقسم بالله العظيم أن أحكم بينكم بالحق والعدل، وأن أجاهد في سبيل الله حتى يرضى عني. فهل تقبلوني ملكًا عليكم، وتبايعوني على الطاعة والنصح؟”.

فلما سمع الناس كلام الوزير، اطمأنوا قلوبهم، وأحبوه أكثر. وقالوا بصوت واحد: “نعم، نقبلك ملكًا علينا، ونبايعك على الطاعة والنصح. ونسأل الله أن يعينك ويوفقك، وأن يجعلك خير خلف لخير سلف”. ورفعوا أيديهم إلى السماء، ودعوا للوزير بالتوفيق والنصر. وبكى الوزير من شدة فرحه، وحمد الله على ما أنعم به عليه. وبدأ عهده الجديد بالبركة والسعادة.

ليست هناك تعليقات