المشاركات الجديدة

قصة القط هيمو والفأر فرفور

قصة القط هيمو والفأر فرفور

كان هناك قط اسمه هيمو، كان يعيش في مزرعة مع صاحبه الفلاح. كان هيمو قطاً طيباً وودوداً، لم يحب أن يصطاد الفئران أو يؤذيها، بل كان يريد أن يصادقها ويتعلم منها. ولكن الفئران كانت خائفة منه ولا تثق به، فهي تعرف أن القطط عدوة لها وتحاول أن تأكلها.



في يوم من الأيام، كان هيمو يتجول في الحقول، فرأى فأراً صغيراً محاصراً في فخ. شعر هيمو بالرحمة وقرر أن يساعده. فذهب إلى الفخ وحاول أن يفتحه بأنيابه ومخالبه. لم يستطع الفأر أن يصدق ما يراه، فهو يظن أن القط سيأكله. 

فقال له: “ماذا تفعل؟ هل تريد أن تقتلني؟”

قال هيمو: “لا، أنا لا أريد أن أقتلك، أنا أريد أن أنقذك. أنا صديقك، لا عدوك.”

قال الفأر: “صديقي؟ كيف يمكن أن تكون صديقي وأنت قط؟ القطط تكره الفئران وتصطادها.”

قال هيمو: “ليس كل القطط كذلك، أنا مختلف. أنا أحب الفئران وأحترمها. أنا أريد أن أتعلم منها وأشاركها حياتها.”

قال الفأر: “هذا كلام غريب، لم أسمع به من قبل. كيف أثق بك؟”

قال هيمو: “أثق بي بقلبك، وليس بعقلك. أنا لا أكذب عليك، أنا أقول لك الحقيقة. أنا لا أريد أن أضرك، أنا أريد أن أساعدك.”

وبعد جهد وعناء، استطاع هيمو أن يفتح الفخ ويحرر الفأر. فقفز الفأر من الفخ وركض بعيداً. ولكن قبل أن يختفي، نظر إلى هيمو وقال له: “شكراً لك، يا قط. لقد أنقذت حياتي. أنت فعلاً صديقي، وليس عدوي. أسمي فرفور، وأنا أعيش في جحر تحت الشجرة. إذا أردت أن تزورني، فأنت مرحب به. ولكن احترس من الفخاخ والكلاب والصقور. وداعاً، يا صديقي.”

قال هيمو: “وداعاً، يا صديقي. أسمي هيمو، وأنا أعيش في الحظيرة مع الفلاح. إذا أردت أن تزورني، فأنت مرحب به. ولكن احترس من الفلاح والمزارعين والبنادق. أتمنى أن نلتقي مرة أخرى.”

وهكذا بدأت صداقة غريبة بين القط والفأر. وكل يوم، كانا يلتقيان في مكان سري، ويتحدثان عن حياتهما ومغامراتهما. وكانا يتعلمان من بعضهما البعض، ويتبادلان النصائح والأفكار. وكانا يلعبان معاً ويضحكان معاً. وكانا يشعران بالسعادة والأمان.

ولكن لم تدم هذه الصداقة طويلاً، فقد اكتشف الفلاح أن هيمو لا يصطاد الفئران، بل يصادقها. فغضب منه وقرر أن يتخلص منه. فأخذ بندقيته وراح يتعقبه. وفي يوم من الأيام، رأى هيمو وفرفور يجلسان تحت الشجرة، يتحدثان ويضحكان. فأخذ الفلاح هدفه وأطلق النار.

لحسن الحظ، لم يصب الرصاص هيمو أو فرفور، بل انحرف عنهما. ولكنه أصاب الشجرة، وسقط عليهما غصن كبير وسحقهما. وماتا في الحال.

وهكذا انتهت حياة القط والفأر، اللذين كانا أصدقاء حميمين. ولم يعرف أحد عن صداقتهما، إلا الله. ولم يحزن أحد على موتهما، إلا الله. ولم يشهد أحد على قبرهما، إلا الله.

ليست هناك تعليقات