المشاركات الجديدة

قصة الأرنب الذي هزم النمر

 قصة الأرنب الذي هزم النمر

كان هناك في إحدى الغابات الكثيفة أرنب صغير ولطيف يدعى فلفل. كان فلفل يحب الحياة والمرح واللعب. كان يقضي أيامه في القفز والركض والتنقل بين الأشجار والأزهار. كان يأكل الخضروات والفواكه والحبوب. كان يتعامل بود وصداقة مع جميع الحيوانات الأخرى. كان فلفل سعيدا وراضيا.

قصة الأرنب الذي هزم النمر كان هناك في إحدى الغابات الكثيفة أرنب صغير ولطيف يدعى فلفل. كان فلفل يحب الحياة والمرح واللعب. كان يقضي أيامه في القفز والركض والتنقل بين الأشجار والأزهار. كان يأكل الخضروات والفواكه والحبوب. كان يتعامل بود وصداقة مع جميع الحيوانات الأخرى. كان فلفل سعيدا وراضيا.


لكن في نفس الغابة، كان هناك نمر كبير وشرس يدعى زعرور. كان زعرور يكره الحياة والمرح واللعب. كان يقضي أيامه في النوم والتجسس والصيد. كان يأكل اللحوم والدماء والعظام. كان يتعامل بعدوانية وتكبر مع جميع الحيوانات الأخرى. كان زعرور غاضبا ومتعجرفا.

كان زعرور يحسد فلفل على سعادته ورضاه. كان يريد أن يجعله يشعر بالخوف والحزن. كان يريد أن يمزقه ويأكله. لكنه لم يستطع الإمساك به، لأن فلفل كان سريعا وماهرا. كان يتفادى كل محاولات زعرور للهجوم عليه. كان يستخدم ذكائه وخفته للهروب منه. كان يستهزئ به ويضحك عليه.

في أحد الأيام، قرر زعرور أن يضع خطة ماكرة للقضاء على فلفل. ذهب إلى بئر ماء قريبة من مكان سكن فلفل. وضع في الماء بعض السم القاتل. ثم انتظر خلف شجرة مجاورة. كان يأمل أن يأتي فلفل ليشرب من الماء، ويموت مسموما.

بعد قليل، جاء فلفل إلى البئر. كان عطشانا ومتعبا. أراد أن يشرب من الماء. لكنه لاحظ شيئا غريبا في الماء. رأى أن الماء له لون وردي، وأنه ينبعث منه رائحة كريهة. شك في أن هناك شيئا خطأ في الماء. تذكر أن زعرور قد يكون وراء ذلك. قرر أن يتحرى الأمر.

نظر حوله، ورأى زعرور يختبئ خلف الشجرة. رأى في عينيه الصفراوتين شيئا من الكراهية والشر. عرف أن زعرور قد وضع السم في الماء. عرف أن زعرور يريد أن يقتله. عرف أنه يجب عليه أن يتصرف بحكمة وشجاعة. قرر أن يواجه زعرور.

فلفل تظاهر بأنه لا يرى زعرور. تظاهر بأنه لا يشعر بالخوف أو الشك. تظاهر بأنه مسرور ومبتهج. قال بصوت عال وواضح: “يا له من ماء رائع ولذيذ! يا له من ماء عذب ونقي! يا له من ماء سحري وعجيب! لقد شربت منه قليلا، وشعرت بأنني أصبحت أقوى وأجمل وأذكى! لقد شربت منه قليلا، وشعرت بأنني أصبحت أفضل من جميع الحيوانات! لقد شربت منه قليلا، وشعرت بأنني أصبحت مثل النمر!”

سمع زعرور كلام فلفل، وشعر بالغرور والحسد. ظن أن فلفل يتحدث بجدية، وأن الماء يحتوي على شيء مفيد ومدهش. ظن أنه إذا شرب من الماء، سيصبح أقوى وأجمل وأذكى. ظن أنه إذا شرب من الماء، سيصبح أفضل من جميع الحيوانات. ظن أنه إذا شرب من الماء، سيصبح مثل الإله.

زعرور خرج من خلف الشجرة، وتوجه إلى البئر. قال لفلفل بصوت عال وواثق: “يا أيها الأرنب الغبي والضعيف! أنت تكذب وتخدع! لا يوجد شيء سحري أو عجيب في هذا الماء! إنه مجرد ماء عادي وبسيط! لا يمكن أن يجعلك أقوى أو أجمل أو أذكى! لا يمكن أن يجعلك أفضل من جميع الحيوانات! لا يمكن أن يجعلك مثل النمر! لأن النمر هو أنا! وأنا هو الأقوى والأجمل والأذكى! وأنا هو الأفضل من جميع الحيوانات! وأنا هو مثل الإله!”

فلفل ابتسم بدهاء وسخرية. قال لزعرور بصوت هادئ ومتحد: "يا أيها النمر الكاذب والمتكبر! أنت تغفل وتخسر! يوجد شيء سمي وخطير في هذا الماء! إنه ماء مسموم ومميت! يمكن أن يجعلك أضعف وأقبح وأغبى.


فلفل انتهى من كلامه، وركض بسرعة بعيدا عن البئر. زعرور لم يصدق كلام فلفل، وظن أنه يخاف منه ويهرب منه. زعرور شعر بالغضب والاستهزاء. زعرور قرر أن يثبت لفلفل أنه مخطئ، وأنه لا يخشى شيئا. زعرور توجه إلى البئر، وشرب من الماء بشراهة. زعرور لم يشعر بأي تغيير في جسده أو عقله. زعرور ضحك بسخرية، وقال: “أين هو السم؟ أين هو الخطر؟ أنا لا أشعر بأي شيء! أنا لا زلت النمر الأقوى والأجمل والأذكى! أنا لا زلت النمر الأفضل من جميع الحيوانات! أنا لا زلت النمر الذي هو مثل الإله!”

لكن بعد لحظات، بدأ زعرور يشعر بألم شديد في بطنه. بدأ يتقيأ وينزف من فمه. بدأ يصرخ ويعوي من الوجع. بدأ يدور ويتلوى على الأرض. بدأ يفقد الوعي والحياة. بدأ يدرك أن فلفل كان صادقا، وأن الماء كان مسموما. بدأ يندم على غروره وحسده. بدأ يخاف من الموت والنسيان.

في هذه الأثناء، عاد فلفل إلى البئر. رأى زعرور ملقى على الأرض، ميتا ومنهارا. رأى في عينيه الصفراوتين شيئا من الندم والخوف. رأى في وجهه الكبير والشرس شيئا من الضعف والموجع. رأى في جسده الضخم والقوي شيئا من الجفاف والهزال. رأى في ابتسامته الساخرة والمتكبرة شيئا من الحزن والانكسار.

فلفل لم يشعر بالفرح أو الانتقام. فلفل شعر بالرحمة والسلام. فلفل قال لزعرور بصوت رقيق ومحترم: “يا أيها النمر العظيم والمهيب! أنت ترقد وتستريح! لا يوجد شيء سمي أو خطير في هذا العالم! إنه عالم جميل وبسيط! يمكن أن يجعلك سعيدا وراضيا! يمكن أن يجعلك صديقا وأخا لجميع الحيوانات! يمكن أن يجعلك مثل الأرنب!”

وهكذا، هزم الأرنب النمر. هزمه بذكائه ومهارته. هزمه بوده وصداقته. هزمه بحكمته وشجاعته. هزمه بحبه وسلامه.


ليست هناك تعليقات