قصة النملة الكريمة والنملة البخيلة
قصة النملة الكريمة والنملة البخيلة
في يوم من الأيام، كانت هناك نملة كريمة تعيش في مستعمرة نشيطة ومزدهرة. كانت تحب العمل والمساعدة والمشاركة مع زملائها في النمل. كانت تجمع الطعام وتحمله إلى المخزن العام، وتساعد في بناء وصيانة الأنفاق والغرف، وتقدم الدعم والتشجيع للنمل الآخر. كانت تحترم الملكة وتتبع تعليماتها بدون تذمر. كانت تعتبر نفسها جزءاً من عائلة كبيرة وسعيدة.
وفي نفس المستعمرة، كانت هناك نملة بخيلة تعيش في زاوية بعيدة ومظلمة. كانت تكره العمل والمساعدة والمشاركة مع زملائها في النمل. كانت تجمع الطعام وتخبئه في مخزن خاص بها، وتتجنب الانخراط في أي نشاط جماعي، وتنتقد وتشكك في النمل الآخر. كانت تحقر الملكة وتتجاهل تعليماتها بتعنت. كانت تعتبر نفسها أفضل وأذكى من الجميع.
في أحد الأيام، حدثت كارثة غير متوقعة. انهار جزء كبير من المستعمرة بسبب هجوم من قبل حيوان ضخم. كانت النملة الكريمة وسط الفوضى والرعب، ولكنها لم تفقد شجاعتها وهدوئها. بدأت في مساعدة النمل الجريح والمحتاج، وتنظيم عملية الإنقاذ والإخلاء، وتوفير الطعام والماء للناجين. كانت تعمل بجد وبتفاني، وتحاول إعادة الأمل والثقة لزملائها في النمل.
وفي نفس الوقت، كانت النملة البخيلة في مخبئها الخاص، ولم تدرك ما حدث. كانت تفترس على طعامها المخزن، وتضحك على النمل الأخرق الذين يضيعون وقتهم وجهدهم في العمل الجماعي. كانت تعتقد أنها آمنة ومحمية، وأنها لا تحتاج إلى أحد. لكن سرعان ما اكتشفت أنها محاصرة ومعزولة، وأنها لا تستطيع الخروج من مخبئها. بدأت تشعر بالخوف والوحدة، وتندم على تصرفاتها السابقة.
وبعد مرور بعض الوقت، تمكنت النملة الكريمة وزملاؤها من إعادة بناء المستعمرة، واستعادة حياتهم الطبيعية. كانوا يشعرون بالامتنان والفخر، وكانوا أقوى وأوثق من ذي قبل. وفي أحد الأيام، سمعوا صوتاً ضعيفاً ومرتجفاً ينادي من تحت الأنقاض. كانت هي النملة البخيلة، التي نجت بأعجوبة، ولكنها كانت جائعة وعطشانة ومريضة. طلبت المساعدة بتواضع وندم، واعترفت بأخطائها وأسفها.
فماذا فعلت النملة الكريمة؟ هل ساعدتها أم تركتها؟ هل سامحتها أم انتقمت منها؟
هذا ما ستحدده أنت، عزيزي القارئ، فالقصة لم تنته بعد. أنت من يكتب النهاية، وأنت من يختار العبرة. فما هي رسالتك من هذه القصة؟
ليست هناك تعليقات