المشاركات الجديدة

قصة مرعبة عن الطمع والجنون والدمار

 قصة مرعبة عن الطمع والجنون والدمار

كانت ليلة عاصفة ومظلمة، عندما وصلت سارة إلى المنزل القديم الذي ورثته عن جدها الغامض. لم تكن تعرف شيئاً عن حياته أو ماضيه، فقط أنه توفي بشكل مفاجئ وترك لها كل ممتلكاته. كان المنزل مهجوراً ومغطى بالغبار والعناكب، ولكن سارة كانت مصممة على البقاء فيه لبعض الوقت، ربما تجد فيه بعض الأشياء الثمينة أو المثيرة للاهتمام.

فتحت سارة الباب بصعوبة، ودخلت إلى الصالة الواسعة. شعرت ببرودة في الهواء، وسمعت صوت الريح يصفر خلف النوافذ المغلقة. أضاءت مصباحاً صغيراً كان على طاولة قرب الدرج، وبدأت بالتجول في المنزل. رأت لوحات قديمة على الجدران، وأثاثاً عتيقاً في كل زاوية. كان المنزل يشبه متحفاً من العصور السابقة، لكن بدون أي حياة أو حركة.

سارت سارة إلى المطبخ، وفتحت الثلاجة. لم تجد فيها سوى بعض الأطعمة الفاسدة والزجاجات الفارغة. أغلقتها بسرعة، وشعرت بالقرف. ثم سمعت صوتاً غريباً من الطابق العلوي، كأن شيئاً يسحب شيئاً آخر على الأرض. انتبهت سارة، وشعرت بالفضول. قررت أن تصعد إلى الطابق العلوي، وترى ما يحدث هناك.

أخذت سارة المصباح معها، وصعدت بحذر إلى الدرج. كان هناك ممر طويل مؤدي إلى عدة غرف. اختارت سارة أول غرفة على يسارها، وفتحت الباب. كانت هذه غرفة نوم جدها، حيث رأت سريراً كبيراً مغطى بالشراشف، وخزانة ملابس مغلقة، ومكتب خشبي مزخرف. على المكتب كان هناك صورة قديمة لجدها، وهو يبتسم بشكل غامض. كان رجلاً وسيماً وشديد الشبه بسارة.

سارت سارة إلى المكتب، وأخذت الصورة في يدها. نظرت إليها بإعجاب، وحاولت أن تستذكر أي شيء عن جدها. لكنها لم تتذكر سوى أنه كان يزورها أحياناً في طفولتها، ويحكي لها قصصاً عن مغامراته في العالم. كان يسافر كثيراً، ويزور أماكن غريبة وخطرة. كان يقول لسارة أنه يبحث عن شيء مهم جداً، لكنه لم يخبرها أبداً ما هو.

فجأة، سمعت سارة صوتاً آخر من الغرفة المجاورة. كان صوت نحيب أو بكاء، كأن شخصاً يعاني من ألم شديد. انزعجت سارة، ووضعت الصورة على المكتب. ثم خرجت من الغرفة، واتجهت إلى الغرفة التي جاء منها الصوت. فتحت الباب ببطء، وأضاءت المصباح داخل الغرفة.

ما رأته سارة جعلها تصرخ برعب. كانت هناك جثة امرأة ملقاة على الأرض، ملطخة بالدماء. كان رأسها مقطوعاً، ومعلقاً على حائط الغرفة. كانت عيناها مفتوحتين، وفمها مشقوق بابتسامة مجنونة. على جسدها كان هناك رسالة مكتوبة بالدماء: “لقد وجدته”.

سارة لم تستطع أن تصدق ما تراه. شعرت بالغثيان والدوار. رجعت إلى الوراء، وأغلقت الباب بقوة. ثم هرولت إلى الدرج، ونزلت إلى الطابق الأول. أرادت أن تخرج من المنزل بأسرع ما يمكن، وتستدعي الشرطة. لكن عندما وصلت إلى الباب الأمامي، فوجئت بأنه مغلق بالمفتاح. حاولت أن تفتحه بكل قوتها، لكن دون جدوى.

في هذه اللحظة، سمعت سارة صوت خطوات من الطابق العلوي. شخص ما كان ينزل إلى الصالة. سارة شعرت بالذعر، وبحثت عن مخرج آخر. رأت نافذة كبيرة في نهاية الممر، واتجهت إليها. حطمت الزجاج بالمصباح، وحاولت أن تخرج منها.

لكن قبل أن تستطيع ذلك، شعرت بيد قوية تمسك بها من خلفها. نظرت إلى وجه المهاجم، وصدمت من هويته. كان جدها! كان حيًّا! كان هو من قام بقتل المرأة في الطابق العلوي! كان هو من أغلق الباب عليها!

أهلاً بكِ في منزلي، يا حبيبتي” قال جدها بصوت هادئ وشرير. "أنا سعيد جد

 “لقد وجدته، يا حبيبتي” قال جدها بصوت متحمس. “لقد وجدت الشيء الذي كنت أبحث عنه طوال حياتي. الشيء الذي يمنحني الحياة الأبدية والقوة العظمى. الشيء الذي يجعلني أفوق على كل شيء. هو هنا، في هذا المنزل. في هذه الغرفة”.

سارة شعرت بالرعب، وحاولت أن تتحرر من قبضة جدها. لكنه كان أقوى منها بكثير. جرها إلى داخل الغرفة، وأغلق الباب خلفه. ثم أشار إلى شيء موجود على طاولة صغيرة في زاوية الغرفة. كان شيء لامع ومتلألئ، يشع بضوء أزرق غامق. كان شكله غريباً، كأنه حجر أو تمثال أو جوهرة.

هذا هو” قال جدها بفخر. “هذا هو المفتاح. المفتاح إلى كل شيء. هذا هو مصدر قوتي وشبابي. هذا هو سر حياتي”.

ما هذا؟” سألت سارة بصوت مرتجف.

هذا هو ناتج تجاربي وأبحاثي في مجال الطاقة النووية” قال جدها بإثارة. “هذا هو ناتج انشطار ذرة من نوع خاص، لم يكتشفه أحد قبلي. هذا هو ناتج انفجار صغير، لكنه قادر على إحداث تأثيرات عظيمة. هذا هو ناتج تحول المادة إلى طاقة، والطاقة إلى مادة”.

ماذا تقصد؟” سألت سارة بخوف.

أقصد أن هذا الشيء يمكنه أن يغير كل شيء” قال جدها بجنون. “يمكنه أن يغير الزمان والمكان والمادة والطاقة. يمكنه أن يغير الحقائق والقوانين والظروف. يمكنه أن يغير حتى الإنسان نفسه”.

كيف؟” سألت سارة بدهشة.

بسهولة” قال جدها بضحكة شريرة. “كل ما عليك فعله هو أن تمسك به، وتتخيل ما تريد. ثم سيحدث ما تريد. ستصبح ما تريد”.

ولكن لماذا؟ لماذا تفعل هذا؟” سألت سارة بغضب.

لأنني أستطيع” قال جدها ببرود. "لأنني أردت أن أكون الأقوى والأفضل والأغنى والأطول عمرً

  

هل نجت سارة يا ترى؟

لا، لم تنج سارة من جدها. فقد أمسك بها بقوة، وأجبرها على النظر إلى الشيء اللامع. ثم قال لها: “أنت تشبهينني كثيراً، يا حبيبتي. أنت تملكين نفس الفضول والطموح والذكاء. أنت تستحقين أن تري ما أراه. أنت تستحقين أن تكوني مثلي”.

سارة شعرت بالرهبة، وحاولت أن تصرخ. لكن جدها سد فمها بيده، وقال لها: “لا تخافي، يا حبيبتي. سأعطيك هدية لن تنسيها أبداً. سأعطيك قوة لا تضاهى. سأعطيك حياة جديدة”.

ثم أمسك بالشيء اللامع بيده الأخرى، وأقترب من سارة. سارة شعرت بالحرارة تملأ جسدها، والضوء يغمر عينيها. ثم شعرت بألم شديد في رأسها، وصرخت بأعلى صوتها.

فجأة، انفجر الشيء اللامع في يد جدها، وأطلق شعاعاً من الطاقة الهائلة. الشعاع اخترق جسد سارة وجدها، ووصل إلى الحائط خلفهما. ثم انتشر في كل اتجاهات المنزل، وأحدث دماراً هائلاً.

المنزل اشتعل بالنيران، وانهار على رؤوسهم. سارة وجدها ماتوا في الحال، دون أن يدركوا ما حدث لهم. لم يبق منهم سوى رماد وذكرى.

ليست هناك تعليقات