المشاركات الجديدة

الجزيرة المفقودة و الأصدقاء الثلاثة

الجزيرة المفقودة و الأصدقاء الثلاثة

الجزيرة المفقودة: قصة عن مغامرة تبحث عن جزيرة غامضة تحتوي على كنز قديم وتواجه العديد من المخاطر في الطريق.

كان علي وسارة وأحمد ثلاثة أصدقاء يحبون المغامرة والاستكشاف. في أحد الأيام، قرروا الذهاب إلى رحلة بحرية مع والد علي، الذي كان قبطان سفينة. أخذوا معهم خريطة قديمة عثروا عليها في سوق العتيقات، والتي تشير إلى وجود جزيرة مفقودة تحتوي على كنز ثمين.

بعد ساعات من الإبحار، رأوا في الأفق شيئًا يشبه جبلاً أخضر.

 “هل هذه هي الجزيرة المفقودة؟” سأل أحمد بحماس.

 “لا أعتقد ذلك” أجاب والد علي.

 “هذه الجزيرة لا تظهر على خريطتنا. ربما هي جزيرة غير مكتشفة”. “لما لا نذهب ونرى؟

” اقترحت سارة. “ربما نجد شيئًا مثيرًا للاهتمام”.

 “حسنًا، لكن كونوا حذرين” قال والد علي. “لا نعرف ما يخبئه هذا المكان”.

وصلوا إلى الجزيرة ورسوا السفينة على شاطئ رملي. نزلوا من السفينة وبدأوا بالتجول في الجزيرة، التي كانت مليئة بالأشجار والزهور والحيوانات الملونة.

 “هذه الجزيرة تبدو كالجنة” قال علي. “أتساءل ما إذا كان هناك أحد يعيش فيها”.

 “لا أظن ذلك” قال أحمد. “لا يوجد أثر للبشر هنا. ربما نحن أول من يزور هذه الجزيرة”.

 “إذًا، لنستمتع بالمناظر الطبيعية” قالت سارة.

أثناء تجولهم في الجزيرة، سمعوا صوتًا عاليًا يشبه صرير الباب. اتجهوا نحو مصدر الصوت، ووجدوا كهفًا مظلمًا في جانب الجبل.

 “ما هذا؟” تساءل علي. “هل تعتقدون أن هناك شيئًا داخل الكهف؟”

 “لا أدري” قال أحمد. “ولكن أنا فضولي لمعرفة ذلك”.

 “أنا أيضًا” قالت سارة. “لندخل ونرى”.

أخذوا بعض المصابيح من السفينة، ودخلوا إلى الكهف، متبعين الصوت المزعج. كان الكهف ضيقًا ومظلمًا، وكان عليهم التسلق والانزلاق بين الصخور والثقوب. بعد مدة، وصلوا إلى نهاية الكهف، حيث رأوا بابًا حديديًا مغلقًا بقفل كبير.

 “هذا هو مصدر الصوت” قال علي. “يبدو أن الباب يتحرك بفعل الريح”.

 “ماذا يوجد وراء الباب؟” سأل أحمد. “هل هو الكنز الذي نبحث عنه؟”

 “لا أعتقد ذلك” قالت سارة. “هذا الباب لا يبدو قديمًا. ربما هو جزء من تجربة علمية أو عسكرية”.

 “لنحاول فتحه” قال علي.

بذلوا قصارى جهدهم لفتح الباب، لكن دون جدوى. كان القفل صعبًا للغاية.

“ربما نحتاج إلى مفتاح” قال أحمد.

 “أو رمز سري” قالت سارة. 

“أو متفجرات” قال علي.

 فجأة، سمعوا صوتًا آخر يخرج من خلف الباب. كان صوتًا بشريًا، يقول: “من هناك؟ من أنتم؟

اندهش الأصدقاء من سماع صوت بشري في هذه الجزيرة النائية.

 “من أنت؟” سأل علي. 

“أنا دكتور عمرأجاب الصوت. “أنا عالم في مجال الطاقة النووية. أنا محتجز هنا منذ ثلاث سنوات”. 

“ثلاث سنوات؟” تعجب أحمد. “كيف حصل ذلك؟ وماذا تفعل هنا؟” 

“هذه قصة طويلة” قال دكتور عمر. “ولكن ليس لدي وقت لشرحها الآن. أنتم في خطر كبير. عليكم المغادرة فورًا”.

 “لماذا؟” سألت سارة. “ما الذي يهددنا؟

هذه الجزيرة ليست جزيرة عادية” قال دكتور عمر. 

“إنها مختبر سري لإجراء تجارب نووية خطيرة. وأنا واحد من العلماء الذين كانوا يعملون هنا، قبل أن يختفي الآخرون بطريقة غامضة. وأصبحت أنا الشخص الوحيد المتبقي في هذه المكان”. 

“ولكن كيف تعيش هنا؟” سأل علي. “من أين تأخذ طعامك وماءك وكهربائك؟” 

“هذه المكان مجهز بكل ما أحتاجه” قال دكتور عمر. “ولدي مولد نووي صغير يزودني بالطاقة. لكن المشكلة هي أن المولد بدأ يتدهور، وسينفجر قريبًا، وسيدمر كل شيء في نصف قطر 100 كيلومتر”. "100 كيلومتر؟

سمع الأصدقاء كلام دكتور عمر برعب. 

“ينفجر؟” كرر أحمد. “كيف يمكن أن يحدث ذلك؟” 

“لقد حاولت إصلاح المولد، لكن لم أستطع” قال دكتور عمر. “والآن لا يوجد وقت لإيجاد حل آخر. عليكم الهروب من هنا قبل أن يفوت الأوان”. 

“ولكن ماذا عنك؟” سألت سارة. “هل لا تستطيع الخروج معنا؟” 

“لا، أنا محبوس هنا” قال دكتور عمر. “الباب مغلق من الخارج بنظام أمان معقد. لا يمكن فتحه إلا ببصمة الشخص المسؤول عن المشروع، وهو مات منذ فترة”. 

“إذًا، لا بد أن نجد طريقة لفتح الباب” قال علي. “لا يمكننا تركك هنا وحدك”.

أشكركم على رحمتكم، لكن ليس هناك وقت لذلك” قال دكتور عمر. “المولد سينفجر خلال دقائق. عليكم العودة إلى سفينتكم والابتعاد قدر الإمكان”. 

“ولكن كيف نعرف أين توجد سفينتنا؟” سأل أحمد. “لقد تهنا في هذا الكهف”. 

“لا تقلقوا، لدي شيء يمكن أن يساعدكم” قال دكتور عمر. “هذا جهاز تحديد المواقع العالمي (GPS). سيدلكم على طريق الخروج من الكهف، وإلى موقع سفينتكم. خذوه وانطلقوا بسرعة”. 

“شكرًا لك، دكتور عمر” قال علي. “أسفون جدًا لما حدث لك”. 

“لا تشعروا بالذنب” قال دكتور عمر. “أنتم لستم مسؤولين عن هذه المأساة. أنتم فقط ضحايا لظروف خارجة عن إرادتكم. وأتمنى أن تستطيعوا العثور على الجزيرة المفقودة والكنز الذي تبحثون عنه”.

أخذ الأصدقاء جهاز GPS من دكتور عمر، وودعوه بحزن. ثم رجعوا في طريقهم إلى مدخل الكهف، متبعين التوجيهات التي يظهرها الجهاز. كانوا يسارعون في خطواتهم، خائفين من انفجار المولد في أي لحظة. وصلوا إلى مدخل الكهف، وشاهدوا السفينة تنتظرهم على الشاطئ. رأوا والد علي يلوح لهم باليد، مستغربًا من غيابهم الطويل. ركضوا نحو السفينة، وصعدوا عليها بسرعة. 

“ماذا حدث؟” سأل والد علي. “أين كنتم؟” 

“لا وقت للشرح” قال علي. “علينا المغادرة الآن. هذه الجزيرة ستنفجر”. 

“ستنفجر؟” تعجب والد علي. “ماذا تقولون؟” 

“لا تسأل، فقط ابحر بعيدًا” قال أحمد.

بدأ والد علي بتشغيل محرك السفينة، وانطلقوا بعيدًا عن الجزيرة. كانوا ينظرون إلى الجزيرة بخوف وحيرة، غير مصدقين ما حدث لهم. فجأة، سمعوا دويًا عظيمًا، ورأوا كرة من النار تتصاعد من وسط الجزيرة. ثم شعروا بصدمة هائلة، تهز السفينة بقوة. 

“انه انفجار المولد” قال علي. “الله يرحم دكتور عمر”. 

“نعم، الله يرحمه” قال أحمد. “كان رجلًا شجاعًا وطيبًا”. 

“ولكن ماذا كان يفعل في تلك الجزيرة؟” سألت سارة. “ومن كان يقوم بتلك التجارب النووية؟ ولماذا؟


هذه أسئلة لم يجدوا لها إجابات. فقد اختفت الجزيرة من على وجه الأرض، مع كل أسرارها وغموضها. وبقيت خريطتهم القديمة هي الشاهد الوحيد على وجودها. 

وقرروا أن يحتفظوا بها كذكرى لمغامرتهم الخطيرة، وكتكريم لروح دكتور عمر، الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذهم.


وهكذا انتهت قصة الجزيرة المفقودة، التي لم تكن تلك التي كانوا يبحثون عنها، ولكنها كانت تلك التي غيرت حياتهم إلى الأبد.

ليست هناك تعليقات